المغرب يحقق تقدمًا ملحوظًا في تلقيح الأطفال ويؤكد ريادته الصحية في المنطقة

في وقت تُسجل فيه تراجعات مقلقة عالميًا في معدلات تلقيح الأطفال، يبرز المغرب كنموذج يُحتذى به في تحقيق معدلات تغطية صحية مرتفعة وثابتة، خاصة في برامج تحصين الأطفال. هذا ما أكدته تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، التي صنّفت المملكة ضمن الدول الرائدة إقليميًا في ضمان الحق في الصحة الوقائية للأطفال.

واقع عالمي مقلق… واستثناء مغربي

وفقًا لأحدث بيانات اليونيسف، بلغ عدد الأطفال غير الملقحين أو غير المكتملي التلقيح عالميًا سنة 2024 نحو 20 مليون طفل، من بينهم 14.3 مليون طفل لم يتلقوا أي جرعة إطلاقًا، مقارنة بـ12.9 مليون فقط سنة 2019. وترجع هذه الانتكاسة جزئيًا إلى تداعيات جائحة كوفيد-19 وتراجع فرص الولوج إلى الرعاية الصحية في العديد من المناطق.

لكن وسط هذا التراجع، يُسجل المغرب أداءً متميزًا، من خلال الحفاظ على مستويات تغطية تلقيح تفوق 90% منذ عقود، ما يجعل منه مرجعًا في الوقاية الصحية وتعزيز المناعة المجتمعية.

تغطية شاملة للقاحات الأساسية

أبرز ما ورد في تقارير اليونيسف بشأن المغرب:

• لقاح السل (BCG): بلغ معدل التغطية به 98% في 2024، وهي نسبة ثابتة منذ منتصف التسعينيات، بعدما كانت لا تتجاوز 50% في الثمانينات.
• اللقاح الثلاثي (DTP) ضد الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي:
  • DTP1: 98%
  • DTP3: 96%، ما يدل على انتظام الأسر في استكمال جداول التلقيح.
• لقاح التهاب الكبد الفيروسي “ب” (HEPB3): ارتفع من 10% سنة 2001 إلى 96% سنة 2024.
• HEPBB (لقاح التهاب الكبد الفيروسي “ب” عند الولادة): تطور ملحوظ من 4% سنة 2009 إلى 80% في 2024.
• لقاح شلل الأطفال (IPV1): قفزت نسبة التغطية من 33% سنة 2015 إلى 95% في 2024.
• لقاح المستدمية النزلية (HIB3): ارتفع من 91% عند إدراجه سنة 2009 إلى 96% سنة 2024.

سياسة صحية وطنية فعالة

هذا التقدم الكبير يعكس فعالية الاستراتيجية الوطنية للتلقيح، والتي نجحت في إدماج اللقاحات الجديدة ضمن البرنامج الوطني، مع جهود مستمرة للتوعية والمتابعة الميدانية، خاصة في المناطق القروية والنائية.

ويُعزز هذا الأداء مكانة المغرب في محيطه الإقليمي، ويؤكد التزامه العميق بحماية الطفولة والوقاية من الأمراض المعدية، في وقت تشهد فيه أنظمة صحية كثيرة صعوبات هيكلية.