الدخول المدرسي.. تحديات اليوم الأول بين الأسرة والمدرسة

يشكل الدخول المدرسي لحظة حاسمة في حياة الطفل، ومصدر انشغال كبير للآباء والأمهات الذين يواجهون قلق البداية وانتقال أبنائهم من البيئة الأسرية الخاصة إلى فضاء مدرسي عام يخضع لقوانين وضوابط جديدة. نجاح هذه المرحلة يتوقف على استعداد جيد من الأسرة، التلاميذ، الأطر التربوية والإدارة التعليمية.
استعداد المؤسسات التعليمية
تؤكد الأستاذة ثريا، مديرة مؤسسة تعليمية خاصة، أن المدرسة تستعد مبكرًا عبر اجتماعات تنظيمية في شهر غشت لتجهيز الأطر التربوية ليوم الاستقبال الأول، باعتباره مدخلًا أساسيا لبناء علاقة ثقة بين التلميذ ومدرسته.
وتعتمد المؤسسة أجواء احتفالية تتخللها الموسيقى والألوان والرسومات لتخفيف قلق الأطفال، مع السماح لبعض أولياء الأمور بالبقاء مع أبنائهم لفترة أو الاكتفاء بالحضور نصف يوم لتسهيل الاندماج.
هواجس الأسر
تقول ليلى، وهي أم لطفل في سنته الأولى ابتدائي: “أحرص منذ أسابيع على تهيئة ابني للدخول المدرسي بإعادة تنظيم نومه، وإقناعه بأنه سيرتقي لمستوى جديد مع محفظة أكبر ولوازم جديدة تشجعه على الحماس”.
وتضيف: “أركز على أهمية احترام قواعد القسم وكسب محبة الأصدقاء والمعلمين، وأحفزه بالهدايا والمكافآت. كما أراهن على تعاون الإدارة والمعلمين لتجاوز أي صعوبات محتملة”.
رأي الأخصائيين النفسيين
ترى الأخصائية النفسية فتيحة ملول أن الاستعداد المبكر ضروري لتجنب صدمة البداية. وتنصح الأسر بتهيئة الأطفال في أواخر العطلة عبر مزيج من الترفيه والأنشطة التعليمية كالقصص والتلوين والرسم، مع تقسيم الوقت وتنمية الشعور بالمسؤولية من خلال تكليفهم بمهام بسيطة.
وتؤكد أن استعمال خطاب إيجابي حول المدرسة يساعد على خلق شغف عند الطفل ويشجعه على بناء صداقات جديدة. كما شددت على أهمية التعامل بمرونة مع تحدي الانفصال عن الوالدين في اليوم الأول، عبر تعزيز مشاعر الحب والأمان والتعاون بين الأسرة والمدرسة لحماية الطفل من القلق والخوف وضمان اندماج سلس.