أخبار العالم

ترامب يغادر كوريا الجنوبية بعد لقاء مطوّل مع شي جين بينغ وسط آمال بتهدئة الحرب التجارية

لقاء استمر أكثر من ساعة ونصف بين أقوى اقتصادين في العالم

غادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كوريا الجنوبية، صباح الخميس، عقب لقاء دام ساعة وأربعين دقيقة مع نظيره الصيني شي جين بينغ، في خطوة تهدف إلى التوصل إلى هدنة في الحرب التجارية المستمرة بين بلديهما.
وعقد اللقاء في مدينة بوسان جنوب شرق البلاد، حيث صافح الزعيمان بعضهما أمام عدسات المصورين قبل بدء المحادثات، لكنهما امتنعا عن الإدلاء بأي تصريحات للصحافة بعد انتهائها.

بداية اللقاء ومواقف الزعيمين

استهل ترامب اللقاء بوصف نظيره الصيني بأنه “مفاوض بارع”، معربًا عن أمله في “اجتماع ناجح جدًا”، فيما قال شي جين بينغ:

“من دواعي سروري أن أراك مجددًا، فالصين والولايات المتحدة تستطيعان تحمل مسؤولياتهما كقوتين عظيمتين والعمل معًا لتحقيق مشاريع طموحة لصالح بلدينا والعالم بأسره.”

وتُعد هذه أول مواجهة مباشرة بين الزعيمين منذ عام 2019، إذ اجتمعا خمس مرات خلال الولاية الأولى لترامب، قبل أن تتصاعد التوترات بين واشنطن وبكين في السنوات الأخيرة.

خلفية نووية وتصعيد اقتصادي

جاء اللقاء بعد إعلان ترامب المثير للجدل حول استئناف التجارب النووية الأمريكية، ردًا على تجربة مماثلة من روسيا.
وقال ترامب على منصته “تروث سوشال”:

“الولايات المتحدة تملك أكبر ترسانة نووية في العالم، تليها روسيا، ثم الصين التي ستلحق بنا خلال خمس سنوات.”

ورغم هذه التصريحات النارية، فقد مثّل اللقاء فرصة لطرح اتفاق تجاري جديد بين واشنطن وبكين، جرى التحضير له خلال الأيام الماضية عبر مفاوضات مكثفة بين مستشاري البلدين.

اتفاق حول “المعادن النادرة” وتخفيف الرسوم

أعلن ترامب عقب اللقاء أنه تم التوصل إلى اتفاق أولي لمدة عام حول المعادن النادرة، وهي موارد تهيمن الصين على إنتاجها عالميًا وتُعد أساسية في الصناعات التكنولوجية والعسكرية.
وقال ترامب من على متن طائرته “إير فورس وان”:

“الاتفاق بشأن المعادن النادرة أصبح الآن قائمًا، وهو مهم للعالم بأسره. تم توقيعه لمدة عام وسيُجدد سنويًا.”

وأضاف أنه تم الاتفاق على تخفيض الرسوم الجمركية الأمريكية بنسبة 10% على البضائع الصينية المرتبطة بملف الفنتانيل، مقابل تأجيل بكين قيودها على تصدير المعادن النادرة.
كما أكد أن الصين ستبدأ “بشراء كميات ضخمة من فول الصويا والمنتجات الزراعية الأمريكية فورًا”.

تهدئة مؤقتة وسط صراع طويل الأمد

يرى محللون أن الاجتماع يمثل “خطوة تهدئة مؤقتة” أكثر من كونه حلاً جذريًا، إذ ما تزال الخلافات العميقة بين البلدين قائمة في ملفات التكنولوجيا، والطاقة، والتحالفات الجيوسياسية.
وقال الخبير الآسيوي تاي وي ليم لفرانس برس:

“كثيرون يرون في هذا اللقاء نوعًا من الهدنة أو التهدئة بعد شهور من التوترات، لكنه لا يحل جذور الخلاف بين القوتين العظميين.”

التعاون بشأن الحرب في أوكرانيا

كشف ترامب أن اللقاء تطرّق أيضًا إلى الأزمة الأوكرانية، مؤكدًا أن الجانبين اتفقا على العمل المشترك لإيجاد حل.
وقال:

“تحدثنا مطولًا عن أوكرانيا، وسنعمل سويًا لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا تحقيق شيء إيجابي.”

نهاية جولة آسيوية حافلة

اختتم ترامب بهذه الزيارة جولته الآسيوية التي شملت ماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية، حيث حظي باستقبال رسمي فخم وهدايا رمزية، إلى جانب وعود باستثمارات ضخمة في الولايات المتحدة.
ويأتي هذا اللقاء بعد أسابيع من التصعيد الاقتصادي والدبلوماسي بين واشنطن وبكين، وسط مساعٍ من الطرفين لتخفيف حدّة المواجهة التي تهدد استقرار الاقتصاد العالمي.

Karim Boukhris

بوقريس كريم صحفي متخصص في كرة القدم، ويملك خبرة تمتد لسبع سنوات في مجال الصحافة الرياضية المغربية. تعاون مع وسائل إعلام مثل "لو ماتان سبور"، "أطلس فوت" و"راديو ماروك سبور"، وينشر تحليلات تكتيكية وتقارير معمقة حول كرة القدم المغربية، مع تركيز خاص على المنتخبات الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى