جراحة السمع: ثورة روبوتية في المغرب.. أول زراعة قوقعة أفريقية تُذهل العالم

لأول مرة في تاريخ المغرب والقارة السوداء، تمكنت مجموعات طبية محترفة من تنفيذ عمليات جراحية لزراعة القوقعة باستخدام تقنيات الروبوت في العاصمة الرباط ومدينة الدار البيضاء. يعكس هذا الإنجاز الاستثنائي، الذي يأتي نتيجة لجهود وطنية مكثفة في تعزيز الابتكار الطبي، التفاني الملكي في جعل الصحة والتكنولوجيا والبحث العلمي أولويات أساسية للتقدم الإنساني.
بدون صورة جراحة السمع: المغرب يُجري أولى عمليات زراعة قوقعة بمساعدة الروبوت
لو ماتان | 3 نوفمبر 2025، الساعة 3:36 مساءً تابعونا على قناتنا على واتساب تويتر، لينكدإن، فيسبوك، واتساب بودكاست
خطوة تاريخية في جراحة الأذن والأنف والحنجرة
يُعد هذا النجاح البارز، الذي حدث في مستشفى محمد الخامس العسكري التعليمي (HMIMV) بالرباط ومستشفى 20 غشت التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد في الدار البيضاء، نقلة نوعية في ساحة جراحة الأذن والأنف والحنجرة داخل المغرب، ودليلاً حياً على الحيوية الوطنية في مجال الابتكار الصحي.
تعتمد عملية زراعة القوقعة على إدخال أجهزة كهربائية داخل الأذن الداخلية لتحفيز العصب السمعي مباشرة، متجاوزةً المناطق المتضررة في القوقعة. يمنح الدعم الروبوتي دقة تفوق المليمتر، ويخفض من المخاطر الجراحية، ويحافظ على الهياكل الداخلية بكفاءة عالية. كل إجراء موجه بدقة ومعايرة تامة يضمن استعادة القدرة السمعية بأفضل شكل ممكن.
يوم مخصص للريادة القارية والتصريحات الرسمية
باعتباره رائداً على المستوى القاري في هذا الإبداع، أقام المعهد العالي الطبي للسيارات (HMIMV) في الرباط فعالية خاصة بهذه الإجراءات. وأعرب العميد فؤاد بن عريبة، رئيس وحدة جراحة الرأس والرقبة، قائلاً: “بفضل الرؤية الثاقبة لجلالة الملك، أيده الله، والتنسيق بين مصلحة الصحة العسكرية ومؤسسة للا أسماء للصم وضعاف السمع، ينظم قسم الأنف والأذن والحنجرة في HMIMV هذه العمليات الجراحية لزراعة القوقعة بمساعدة الروبوت”.
هذه الابتكارات مصممة خصيصاً للبالغين الذين يواجهون فقداناً سمعياً حاداً أو كلياً غير مستجيب لأجهزة السمع التقليدية، بالإضافة إلى الأطفال تحت سن الخامسة الذين يعانون من الصمم الوراثي. يقدم الجهاز الروبوتي سرعة منتظمة تصل إلى 0.1 مم/ثانية واستقراراً استثنائياً، “بعيدًا عن متناول اليد البشرية”، كما يؤكد البروفيسور. يساهم استخدام الروبوت في تقليل الضغط داخل القوقعة، مما يمنع إتلاف الخلايا الحساسة. وبهذا النهج الحمائي، يفتح الباب أمام العلاجات الجينية المستقبلية التي قد تعيد السمع لعدد من الحالات.
إنجازات البرنامج الوطني ودور التدريب
منذ إطلاقه في عام 2010، ساهم برنامج زراعة القوقعة التابع لمصلحة الصحة العسكرية في تمكين مئات المرضى من استعادة حواسهم السمعية. ويعزز دمج التقنيات الروبوتية من سمعة مستشفى HMIMV كمرجع وطني وأفريقي للتميز الطبي. كما يشغل هذا المنشأة دوراً محورياً في تكوين الجراحين الشباب في مجال الأنف والأذن والحنجرة من المغرب وبلدان أفريقية أخرى، مما يساعد في انتشار المهارات الجراحية والتكنولوجية عبر المنطقة.
بالتوازي، نفذ قسم الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة في مستشفى 20 غشت بالدار البيضاء أنشطة مشابهة ضمن أسبوع الابتكار في طب الأذن والسمع، الذي جاء بالتعاون مع مؤسسة للا أسماء. شمل الفعاليات عمليات جراحية روبوتية بثت حياً، وندوات لمتخصصين عالميين من المملكة العربية السعودية وألمانيا وفرنسا، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والممارسات الناجحة.
آراء الخبراء: فرصة فريدة للتطور الطبي
يعتبر البروفيسور هشام عفيف، مدير مستشفى ريمس الجامعي (CHUIR)، أن هذا المناسبة العلمية تمثل “فرصةً فريدةً” لتعزيز كفاءات الفرق الطبية في مجال علاج الصم وضعف السمع.
من جانبه، يشدد البروفيسور محمد محطار، رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى 20 أغسطس، على أن “الجراحة الروبوتية تُحسّن فعالية الزرعات وتُعزّز تطوير مهارات التعلّم واللغة لدى الأطفال والبالغين على حدٍّ سواء”.
طموح مغربي لقيادة أفريقيا في الطب الروبوتي
من خلال هذه الإنجازات الرائدة، يعبر المغرب عن إرادته القوية في بناء نظام صحي مبتكر وفعال، مفتوح على السياق الأفريقي. وبفضل الاستثمارات في أحدث التقنيات والتدريب المتقدم، تثبت المملكة موقعها كقوة رئيسية على الساحة القارية في نطاق جراحة الأذن بالمساعدة الروبوتية.


