مذكرة تفاهم مغربية كينية لتعزيز التعاون الإنساني والطبي

شهدت العاصمة الكينية نيروبي يوم الأربعاء توقيع مذكرة تفاهم بين مؤسسة للا أسماء، التي ترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء، ومؤسسة صوت الأطفال، التي تترأسها السيدة راشيل روتو، السيدة الأولى لجمهورية كينيا. ويأتي هذا التوقيع ليؤسس لشراكة جديدة في مجال التعاون الطبي والإنساني بين المملكة المغربية وجمهورية كينيا، في إطار رؤية إفريقية متضامنة وشاملة.
تعكس هذه المبادرة روح التعاون جنوب-جنوب الذي يدعو إليه جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وتؤكد على التزام المغرب بتقاسم خبراته في المجالات الصحية والاجتماعية مع الدول الإفريقية الصديقة.
إطلاق المرحلة الرابعة من برنامج “متحدون، نفهم بعضنا البعض بشكل أفضل”
بموازاة حفل التوقيع، أطلقت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء والسيدة راشيل روتو رسميًا المرحلة الرابعة من برنامج “متحدون، نفهم بعضنا البعض بشكل أفضل” في مستشفى كينياتا الوطني بنيروبي.
ويهدف هذا البرنامج إلى تعزيز الإدماج السمعي للأطفال الصم، من خلال توفير الرعاية الطبية والجراحية والتأهيل التربوي، بما يضمن لهم حياة طبيعية ومستقلة.
ووفق بيان مؤسسة للا أسماء، فإن هذا البرنامج يجسد التقاء الرؤى والعمل المشترك بين المؤسستين، اللتين تتقاسمان نفس القناعة: أن الحق في السمع والتعليم يجب أن يكون متاحًا لكل طفل، بغض النظر عن أصله أو ظروفه الاجتماعية.
تفاصيل الشراكة وأهدافها
تنص مذكرة التفاهم على رعاية 100 طفل يعانون من الصمم الشديد، سيُجرى لـ70 منهم عمليات جراحية في نيروبي ضمن برنامج “معًا، نسمع بعضنا البعض بشكل أفضل”، بينما سيُنقل 30 طفلًا إلى الرباط عام 2026 لتلقي الدعم الجراحي والتأهيلي ونقل الخبرات الطبية.
وتتولى مؤسسة للا أسماء مسؤولية توفير وزراعة قوقعة الأذن، وتدريب الأطر الطبية المحلية على أحدث التقنيات العلاجية، إضافةً إلى المتابعة عن بُعد بعد العمليات الجراحية.
أما مؤسسة صوت الأطفال، فستُشرف على اختيار المستفيدين، ودعم أسرهم، وإنشاء مركز متابعة متخصص في نيروبي، مع تنسيق الجهود مع السلطات الكينية لضمان نجاح المبادرة.
ويستند هذا التعاون إلى النموذج المغربي الرائد في مجال العناية بالأطفال الصم، الذي يجمع بين الرعاية الصحية والإدماج التعليمي والتأهيل الاجتماعي.
إشادة متبادلة وتحالف إنساني متين
في كلمة خلال الحفل، عبّرت السيدة راشيل روتو عن تقديرها العميق لـالأميرة للا أسماء على دعمها المتواصل للأطفال الصم في إفريقيا، مشيدةً بـ”الريادة المغربية في دمج البعد الإنساني في العمل الطبي”.
من جانبه، أكد السيد كريم الصقلي، المدير العام لمؤسسة للا أسماء، أن هذه الشراكة تمثل “خطوة استراتيجية نحو بناء جيل أفريقي قادر على السمع والتعلم والمشاركة في التنمية المجتمعية”.
كما أثنت وزيرة النوع الاجتماعي والمرأة والطفل الكينية، آنا شيبتومو، على “القيمة المضافة لهذا التعاون”، داعيةً إلى توسيعه ليشمل مجالات أخرى من الرعاية الاجتماعية.
تؤسس هذه المذكرة لما بات يُعرف بـ”مهمة كينيا 2025″، كمرحلة جديدة من التعاون المتوازن والمستدام بين البلدين في مجالي الصحة السمعية والإدماج التربوي، وترسّخ الطموح المشترك لبناء أفريقيا إنسانية متضامنة، حيث لكل طفل الحق في السمع والتعبير والمشاركة الكاملة في المجتمع.


