“سِيلة”.. غرير العسل المغربي الذي سرق قلوب الإنترنت بشجاعته ودهائه

من غرير مجهول إلى أسطورة رقمية

اجتاح المغرب خلال الأيام الأخيرة موجة من الإعجاب بطلها غير المتوقع: غرير العسل، أو كما يسميه المغاربة مازحين “سِيلة”. هذا الحيوان الصغير الجريء، الذي لا يعرف الخوف، تحول إلى ظاهرة على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما انتشرت مقاطع فيديو له وهو يهاجم خلايا النحل أو يواجه الأسود والثعابين بشجاعة نادرة.
في خلال أيام، أصبح “سِيلة” رمزاً للشجاعة والمقاومة على الطريقة المغربية، حيث رأى فيه المستخدمون مزيجاً من الجرأة، العناد، والفكاهة التي تعكس روحهم اليومية. كتب أحدهم: “لقد سرق عسلة قلوب المغاربة”، بينما علّق آخر: “حتى الكوبرا ترفع الراية البيضاء حين تراه!”. وبين المزاح والإعجاب، ظهرت شعارات مثل: “عسلة رئيس حكومة 2026!”.

الحيوان الذي لا يعرف الخوف

اللقطات المنتشرة على الإنترنت أظهرت هذا المخلوق الفريد وهو يواجه أخطر الكائنات بلا تردد: يقاتل الكوبرا، يسرق بيض الأفاعي، يهاجم خلايا النحل المليئة بالنحل الغاضب، بل ويقف في وجه الأسود والفيلة.
المثير أن “سِيلة” يخرج من كل مواجهة دون أذى تقريباً، بفضل جلده السميك الذي يعمل كدرع طبيعي، ومرونته المذهلة التي تجعله يفلت من أنياب خصومه بسهولة. هذه القدرة على النجاة من المستحيل جعلته أسطورة رقمية حقيقية في نظر المغاربة.

حقيقة علمية تفوق الخيال

وراء الأسطورة المنتشرة هناك واقع علمي لا يقل دهشة. فغرير العسل، واسمه العلمي Mellivora capensis، يعيش في مناطق واسعة من إفريقيا وآسيا، ويُعتبر من أكثر الثدييات جرأةً واستقلاليةً في الطبيعة.
أثبت الباحثون أن جسده يحتوي على طفرة جينية نادرة تجعله مقاوماً لسموم الثعابين القاتلة. فعندما تلدغه الكوبرا، يفقد وعيه مؤقتاً، ثم يستيقظ بعد دقائق ليعود إلى الصيد وكأن شيئاً لم يكن.
يتأقلم هذا الحيوان الصغير مع كل البيئات، فيحفر الجحور، ويصطاد القوارض والزواحف، ويغير خلايا النحل بحثاً عن الغذاء، ويُظهر قدرة خارقة على التحمل والمثابرة.

“سِيلة”.. مرآة المغاربة وروحهم

ليس غريباً أن يرى المغاربة في “سِيلة” صورة عن صمودهم وذكائهم الشعبي. فهو الحيوان الذي يسقط ثم ينهض، يتحدى الخطر ويخرج منتصراً، لا يملك القوة الجسدية الهائلة لكنه يتميز بالثقة والإصرار.
بين الفكاهة والإعجاب والعاطفة، أصبح “سِيلة” أكثر من مجرد ظاهرة رقمية — بل رمزاً وطنياً للطاقة الإيجابية والشجاعة المغربية في وجه الصعاب.