أخبار العالم

قرب انتهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة

اتفاق مبدئي لإنهاء الجمود بعد 40 يوماً من الشلل الإداري

يبدو أن أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة يقترب من نهايته، بعد أن صوّت مجلس الشيوخ الأمريكي، مساء الاثنين، على تمرير نص تسوية مؤقتة بواقع 60 صوتًا مقابل 40، إثر انضمام عدد من الديمقراطيين إلى الجمهوريين في التصويت، رغم حالة الانقسام داخل الحزب الديمقراطي.

ومنذ الأول من أكتوبر الماضي، يعيش أكثر من مليون موظف فيدرالي دون رواتب، فيما تعطلت المرافق والخدمات الحكومية بشكل متزايد، ما أثّر على قطاعات حيوية مثل الملاحة الجوية التي شهدت إلغاء أكثر من ألف رحلة يوميًا خلال الأيام الأخيرة.

ترامب وجونسون: “النهاية قريبة جدًا”

وفي تصريحات من المكتب البيضاوي، قال الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب:

“الإغلاق سينتهي سريعًا جدًا… الاتفاق جيد جدًا.”

أما مايك جونسون، رئيس مجلس النواب، فقد أكد أن الأزمة تقترب من نهايتها، مضيفًا:

“يبدو لنا هذا الصباح أن الكابوس الوطني الطويل الذي عشناه شارف أخيرًا على الانتهاء، ونحن ممتنون لذلك.”

ومن المتوقع أن يُعرض مشروع قانون التمويل المؤقت على مجلس النواب للتصويت عليه خلال جلسة مرتقبة يوم الأربعاء، في ظل هيمنة الجمهوريين على المجلس.

خلافات حول “أوباماكير” وبرامج الدعم الاجتماعي

تركّز الخلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين حول تمديد إعانات الرعاية الصحية المنبثقة عن برنامج “أوباماكير”، التي تنتهي صلاحيتها نهاية العام الجاري.
الديمقراطيون طالبوا بإدراجها ضمن التسوية الحالية، بينما أصر الجمهوريون على مناقشتها بعد إنهاء الإغلاق.

ويحذر خبراء من أن عدم تمديد هذه الإعانات سيؤدي إلى زيادة التكاليف على ملايين الأمريكيين الذين يعتمدون على البرنامج.

وبموجب الاتفاق المقترح، ستُعاد فتح الحكومة حتى يناير المقبل، مع تمويل كامل لبعض البرامج الأساسية، من بينها:

  • برنامج “سناب” للمساعدات الغذائية، الذي يدعم أكثر من 42 مليون أمريكي من ذوي الدخل المحدود.
  • برامج رعاية المحاربين القدامى.
  • برامج التغذية والمدارس العامة.

كما ينص القانون الجديد على إلغاء بعض قرارات إدارة ترامب السابقة المتعلقة بفصل موظفين فيدراليين، ما يتيح عودة الاستقرار الإداري للمؤسسات الحكومية.

انقسام داخل الحزب الديمقراطي

أثار تصويت ثمانية من أعضاء الحزب الديمقراطي لصالح التسوية استياء داخل الحزب، حيث وصف غافين نيوسوم، حاكم ولاية كاليفورنيا، الخطوة بأنها “مُثيرة للشفقة”، في حين أكد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر رفضه للاتفاق قائلاً:

“لا يمكنني بحسن نية دعم نص لا يعالج أزمة الرعاية الصحية. هذه المعركة ستستمر، ويجب أن تستمر.”

في المقابل، رأت السيناتورة جين شاهين أن الاتفاق يمثل “خطوة كبيرة إلى الأمام لحماية الرعاية الصحية لعشرات الملايين”، مشيرة إلى أن الديمقراطيين حصلوا على ضمانات لإجراء تصويت لاحق بشأن تمديد الإعانات.

نهاية محتملة للأزمة

بعد 40 يومًا من الجمود السياسي والشلل الإداري، يبدو أن واشنطن تقترب من تسوية مؤقتة تنهي الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخها، وتعيد فتح الدوائر الفيدرالية، وتمنح أكثر من مليون موظف رواتبهم المتأخرة.

ومع أن الاتفاق الحالي لا يعالج جميع القضايا الخلافية، إلا أنه يمثل نقطة تحول مهمة في الأزمة التي هزّت الاقتصاد الأمريكي وهددت صورة الحكومة الفيدرالية داخليًا وخارجيًا.

Karim Boukhris

بوقريس كريم صحفي متخصص في كرة القدم، ويملك خبرة تمتد لسبع سنوات في مجال الصحافة الرياضية المغربية. تعاون مع وسائل إعلام مثل "لو ماتان سبور"، "أطلس فوت" و"راديو ماروك سبور"، وينشر تحليلات تكتيكية وتقارير معمقة حول كرة القدم المغربية، مع تركيز خاص على المنتخبات الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى