ثوران بركان سيميرو يجبر مئات السكان على النزوح في إندونيسيا

أدت موجة ثوران جديدة لبركان سيميرو في إندونيسيا، المتواصلة منذ أمس الأربعاء، إلى إجلاء مئات السكان والمتنزهين من القرى والمناطق المحيطة، في مشهد أعاد إلى الأذهان الكوارث البركانية السابقة التي شهدتها البلاد.
إجلاء عاجل للسكان والمتنزهين
السلطات الإندونيسية أعلنت عن نقل حوالي ألف شخص إلى مناطق أكثر أمانًا، بعد تصاعد نشاط البركان الواقع في جزيرة جاوة. وأوضح سلطان شافعات، المسؤول في وكالة إدارة الكوارث المحلية، أن ما يقارب 900 شخص تم إيواؤهم في المدارس والمساجد وقاعات الاستقبال المجتمعية التي حُولت إلى مراكز مؤقتة للإغاثة.
وأشار شافعات إلى أن العديد من سكان القرى يحاولون قدر الإمكان الحفاظ على روتينهم اليومي، قائلا إنهم يعودون خلال النهار “إلى أعمالهم اليومية، بما في ذلك الزراعة”، قبل أن يبيّتوا ليلتهم في الملاجئ الجماعية، مضيفًا أن هذا السلوك يعكس أنهم “ربما لأنهم ما زالوا يعانون من الصدمة”.
في سياق متصل، قامت السلطات كذلك بإجلاء حوالي 190 شخصًا، معظمهم من المتنزهين الذين وجدوا أنفسهم عالقين في منطقة تخييم قريبة من البركان، لكنها لم تتعرض بشكل مباشر للتدفقات البركانية أو الحمم.
حمم تتطاير لمسافات بعيدة
من جهته، أوضح محمد وافد، رئيس الوكالة الجيولوجية في إندونيسيا، أن بركان سيميرو، الذي يُعد الأعلى في جزيرة جاوة ويقع على بعد نحو 800 كيلومتر جنوب شرق العاصمة جاكرتا، بدأ يقذف جزيئات من الحمم البركانية إلى ارتفاعات ومسافات تجاوزت 13 كيلومترا.
وأكد وافد أن وتيرة النشاط البركاني شهدت تراجعًا ملحوظًا صباح اليوم الخميس، غير أنه شدد في الوقت نفسه على أن سلوك البركان يظل “متقلبا”، ما يستدعي الإبقاء على حالة اليقظة ومراقبة الوضع عن كثب تحسبًا لأي تصعيد مفاجئ في الثوران.
إندونيسيا على خط “حزام النار”
تُعد إندونيسيا واحدة من أكثر الدول عرضة للنشاط البركاني في العالم، إذ تقع فوق ما يُعرف بـ”حزام النار” في المحيط الهادئ، حيث يؤدي التقاء الصفائح التكتونية إلى نشاط بركاني وزلزالي كثيف. ويضم هذا الأرخبيل الواقع في جنوب شرق آسيا حوالي 130 بركانًا نشطًا، كثير منها على مقربة من مناطق مأهولة بالسكان.
ويُعتبر بركان سيميرو من أكثر البراكين شهرة وخطورة في البلاد، إذ تسبب ثورانه عام 2021 في مقتل أكثر من 50 شخصًا، إلى جانب تدمير ما يزيد عن خمسة آلاف منزل، وهو ما يجعل أي نشاط جديد له مصدر قلق كبير للسلطات والسكان على حد سواء.
ومع استمرار مراقبة تطور الوضع الميداني، تواصل فرق الطوارئ الإندونيسية العمل على تأمين القرى المحيطة بالبركان، وتوفير المأوى والمساعدة الإنسانية للنازحين، في انتظار استقرار النشاط البركاني أو صدور تعليمات جديدة من السلطات الجيولوجية المختصة.



