كارثة هونغ كونغ: حصيلة الحريق ترتفع إلى 128 قتيلاً
ارتفع عدد ضحايا الحريق الهائل الذي اندلع، الأربعاء، في مجمّع سكني في هونغ كونغ إلى 128 قتيلاً، فيما لا يزال العشرات في عداد المفقودين، بحسب ما أعلن قائد جهاز الأمن، كريس تانغ، الجمعة، في حصيلة جديدة تُجسّد حجم المأساة التي وصفتها السلطات بأنها أسوأ حريق تشهده المدينة منذ عقود.
وأفادت أجهزة الإسعاف والأمن بأن الحريق أسفر أيضًا عن إصابة 79 شخصًا بجروح متفاوتة الخطورة، مضيفة أن هوية 89 من القتلى لم تُحدّد بعد، في وقت تتواصل فيه عمليات الانتشال والتعرّف على الضحايا وسط أجواء حزن وصدمة تعمّ السكان.
خلل في أنظمة الإنذار
وقال رئيس جهاز الإطفاء في هونغ كونغ، أندي يونغ، في تصريح للصحافيين، إن فريقًا من الخبراء توجّه إلى المباني المتضررة بعد تلقي إفادات متطابقة من السكان حول عدم سماع أي إنذار للحريق لحظة اندلاعه. وأضاف:
“تبين لنا أن أنظمة الإنذار في المباني الثمانية لم تكن تعمل بشكل صحيح”.
وكانت حصيلة سابقة قد تحدثت عن 94 قتيلاً على الأقل، قبل أن تكشف عمليات البحث المتواصلة عن ضحايا إضافيين وترفع العدد إلى 128.
تحقيقات في أسباب الحريق وشبهات فساد
وفتحت السلطات تحقيقًا واسعًا لتحديد الأسباب الدقيقة لاشتعال الحريق وكيفية انتشاره بهذه السرعة داخل مجمّع سكني مكتظ. ووفق المعطيات الأولية، يعدّ هذا الحريق الأسوأ الذي تسجله هونغ كونغ منذ حوالي 80 عامًا.
وفي بيان رسمي، أوضحت لجنة هونغ كونغ المستقلة لمكافحة الفساد أنه
“نظرا للتأثير الكبير الذي أحدثه الحريق لدى الرأي العام، تم تشكيل فريق عمل لإجراء تحقيق شامل في أعمال فساد محتملة في مشروع التجديد الرئيسي لمجمّع وانغ فوك السكني في تاي بو”.
توقيفات وشبهة إهمال جسيم
من جانبها، أعلنت الشرطة توقيف ثلاثة أشخاص بعد العثور على مواد قابلة للاشتعال في موقع أشغال الصيانة بالمجمّع السكني، مرجّحة أن وجود تلك المواد ساهم في انتشار ألسنة اللهب بسرعة كبيرة بين الأبراج السكنية. وتشتبه الشرطة في ارتكابهم “إهمالا كبيرا” خلال عمليات التجديد.
واندلع الحريق، الأربعاء، في منطقة تاي بو شمال المدينة داخل مجمّع وانغ فوك السكني، حيث يُرجّح أن السقالات المصنوعة من الخيزران إلى جانب مواد صناعية مستخدمة في ورش التجديد ساهمت في تغذية النيران. وقد امتد الحريق إلى سبعة من أصل ثمانية أبراج بالمجمّع، الذي افتُتح سنة 1983 ويضم 1984 شقة سكنية، قبل أن تنجح فرق الإطفاء في السيطرة عليه بعد ساعات طويلة من التدخل.
