أخبار التكنولوجيا

OpenAI تطلق سباقاً جديداً في الذكاء الاصطناعي مع نموذج “Garlic” لمواجهة Gemini 3 وOpus 4.5

سباق محموم مع جوجل وأنثروبيك

تستعد شركة OpenAI لجولة جديدة في سباق النماذج اللغوية العملاقة، من خلال تطوير نموذج لغوي متقدم يحمل الاسم الرمزي “Garlic”، في خطوة تهدف إلى الرد على التقدّم اللافت الذي حققته جوجل بنموذج Gemini 3، وشركة Anthropic بنموذج Opus 4.5. النموذج الجديد يُقدَّم داخلياً كنقطة انعطاف في إستراتيجية OpenAI لاستعادة موقعها في صدارة سباق الذكاء الاصطناعي.

تقرير نشره موقع “ذا إنفورميشن” كشف أن مارك تشين، كبير مسؤولي الأبحاث في OpenAI، أطلع عددًا من زملائه الأسبوع الماضي على أن “Garlic” يسجّل أداءً متقدماً في الاختبارات الداخلية، وأن نتائجه في بعض المعايير تجاوزت ما تحققه النماذج المنافسة.

تفوق في البرمجة والتفكير المنطقي

بحسب المصدر ذاته، أظهر النموذج الجديد أداءً قوياً عند مقارنته مباشرة مع نموذج Gemini 3 الذي تطوره جوجل، ومع نموذج Opus 4.5 من Anthropic، خاصة في المهام التي تتطلب كفاءة عالية في البرمجة والقدرة على الاستدلال المنطقي وحل المشكلات المعقدة.

هذه النتائج الأولية تعزز قناعة إدارة OpenAI بأن “Garlic” يمكن أن يشكل ورقة قوية في مواجهة النماذج الأحدث من المنافسين، في وقت باتت فيه الجودة في البرمجة والتفكير المنطقي معياراً أساسياً للحكم على قوة النماذج اللغوية.

خطط الإطلاق والتسمية المحتملة

التقرير يشير إلى أن OpenAI تخطط لإصدار نسخة أولية من “Garlic” في أقرب وقت ممكن، مع توقعات بأن يصل إلى المستخدمين باسم GPT-5.2 أو GPT-5.5 خلال مطلع العام المقبل. هذه الخطوة تُقرأ في سياق محاولة واضحة لتسريع وتيرة الإصدارات، واستعادة زمام المبادرة في سوق يشهد تنافساً متسارعاً على مستوى الابتكار والقدرات.

يأتي ذلك في وقت تتعرض فيه الشركة لضغوط متزايدة، بعد أن نجحت جوجل في فرض نموذج Gemini 3 كلاعب أساسي في الجيل الجديد من النماذج متعددة القدرات، سواء في الفهم أو الاستدلال أو التعامل مع وسائط متعددة.

“الكود الأحمر” وتحسين ChatGPT

الكشف عن “Garlic” يتقاطع مع حالة الاستنفار الداخلي التي تعيشها OpenAI، بعد أن أعلن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي للشركة، في مذكرة داخلية للموظفين، تفعيل ما وصفه بـ”الكود الأحمر” Code Red من أجل تحسين جودة ChatGPT بشكل عاجل.

وتشير تقارير متطابقة إلى أن ألتمان تحدث أمام عدد من موظفيه عن نموذج استدلال جديد تستعد OpenAI لإطلاقه، مؤكداً أن أداءه يتفوق في التقييمات الداخلية على نموذج Gemini 3. ووفق هذه المعطيات، من المنتظر أن يصل هذا النموذج، المخصص لمهام التفكير العميق والاستنتاج، خلال الأسبوع المقبل، في إطار إستراتيجية دفاعية وهجومية في آن واحد تجاه المنافسة المتصاعدة من جوجل.

“Garlic” و”Shallotpeat”: اختلاف في المقاربة وتراكم في الدروس

موقع “ذا إنفورميشن” يلفت أيضاً إلى أن “Garlic” يختلف عن نموذج آخر لا يزال قيد التطوير داخل OpenAI يحمل اسم “Shallotpeat”. وكان سام ألتمان قد أبلغ الموظفين في أكتوبر الماضي أن “Shallotpeat” سيكون أحد الأعمدة التي ستعتمد عليها الشركة في منافسة جوجل ونموذجها Gemini 3.

وبحسب مصادر مطلعة، استفاد “Garlic” من مجموعة من إصلاحات الأخطاء التي ظهرت خلال العمل على “Shallotpeat”، خصوصاً في ما يتعلق بمرحلة ما قبل التدريب، وهي المرحلة التي يتعرض خلالها النموذج لكمية هائلة من البيانات القادمة من الإنترنت ومصادر أخرى، من أجل تعلم الأنماط والعلاقات بينها.

هذه المرحلة تُعتبر حاسمة في بناء “ذكاء” النموذج، وقد سبق لجوجل أن أعلنت الشهر الماضي عن تحسينات كبيرة أدخلتها على تقنيات ما قبل التدريب في Gemini 3، وهي تحسينات اعترفت OpenAI بأنها تواجه تحديات مشابهة فيها.

معالجة مشكلات ما قبل التدريب وتقليص حجم النموذج

مارك تشين أوضح أن OpenAI نجحت، خلال تطوير “Garlic”، في معالجة عدد من الإشكالات الجوهرية المرتبطة بمرحلة ما قبل التدريب، وتمكنت من تحقيق أداء أفضل مقارنة بنموذج GPT-4.5، الذي كان حتى قبل أشهر النموذج الأكبر والأكثر اعتماداً داخل الشركة، قبل أن يتراجع دوره في خارطة التطوير.

وأشار إلى أن التحسينات التي جرى إدخالها سمحت بدمج مستوى المعارف نفسه الذي كان يتطلب سابقاً نماذج ضخمة الحجم، داخل نموذج أصغر وأكثر كفاءة. هذا التطور يعني أن الشركة تستطيع الوصول إلى أداء عالٍ بتكلفة أقل، سواء على مستوى الموارد الحاسوبية أو زمن التدريب، وهو عامل حاسم في سباق النماذج العملاقة.

في الوقت نفسه، كشف تشين عن بدء العمل بالفعل على نموذج أكبر وأكثر تطوراً، يستند إلى الدروس التي تم استخلاصها من تجربة “Garlic”، ما يعني أن النموذج الحالي يمثل خطوة انتقالية نحو جيل جديد أكثر طموحاً.

خطوات حاسمة قبل الإطلاق العام

رغم التقدم الملحوظ، يؤكد التقرير أن “Garlic” لا يزال أمامه عدد من المراحل الأساسية قبل أن يُطرح للاستخدام العام. من بين هذه المراحل، مرحلة ما بعد التدريب (post-training)، التي يُعاد فيها تشكيل سلوك النموذج من خلال بيانات أكثر تخصصاً في مجالات دقيقة مثل الطب والقانون، إلى جانب ضبط أسلوب الاستجابة ليتوافق مع معايير الجودة والتوافق مع سياسات الأمان.

كما سيخضع النموذج لاختبارات أوسع وتقييمات صارمة مرتبطة بمعايير السلامة، ومنظومات الحد من المخاطر، وضبط التحيزات، وهي ملفات باتت جزءاً مركزياً في أي عملية إطلاق لنموذج لغوي متقدم، سواء لدى OpenAI أو غيرها من اللاعبين الكبار في هذا القطاع.

في ضوء هذه التطورات، يبدو أن “Garlic” لا يمثل مجرد نموذج جديد فحسب، بل يعكس محاولة من OpenAI لإعادة تشكيل توازن القوى في سوق الذكاء الاصطناعي، في مواجهة تقدم جوجل بGemini 3 وAnthropic بـOpus 4.5، في سباق مرشح لأن يشتد أكثر خلال الأشهر المقبلة.

Karim Boukhris

بوقريس كريم صحفي متخصص في كرة القدم، ويملك خبرة تمتد لسبع سنوات في مجال الصحافة الرياضية المغربية. تعاون مع وسائل إعلام مثل "لو ماتان سبور"، "أطلس فوت" و"راديو ماروك سبور"، وينشر تحليلات تكتيكية وتقارير معمقة حول كرة القدم المغربية، مع تركيز خاص على المنتخبات الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى