GPT-5: إطلاق وشيك لأقوى نموذج ذكاء اصطناعي من OpenAI يثير الحماس والقلق

يبدو أن عالم التكنولوجيا على موعد مع لحظة مفصلية خلال شهر غشت 2025، حيث تستعد شركة OpenAI للكشف عن GPT-5، الجيل الجديد والأكثر تطورًا من نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي. النموذج الذي يحمل في طياته إمكانيات استثنائية، أثار إعجاب المهندسين والمختصين، لكنه زرع أيضًا القلق في نفوس مطوريه أنفسهم.
سام ألتمان: “ماذا فعلنا؟”
الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، سام ألتمان، لم يُخفِ مخاوفه من القدرات التي بلغها هذا النموذج. في مقابلة حديثة على بودكاست أمريكي، شبّه شعوره عند تجربة GPT-5 للمرة الأولى بذلك الذي شعر به العلماء عند اختبار القنبلة الذرية، قائلاً:
“ماذا فعلنا؟”
هذا التصريح الصادم يعكس تعقيد الموقف: تقدم تكنولوجي هائل يقابله غياب شبه تام للضوابط التنظيمية.
ما الجديد في GPT-5؟
النسخة الخامسة من النموذج ليست فقط أسرع وأوسع معرفة، بل تتميز بـ:
تنسيق بين “عقول متعددة”: يجمع بين عدة أنظمة متخصصة تتعاون فيما بينها بانسجام.
قدرة على اتخاذ قرارات مستقلة نسبيًا، دون تدخل مباشر من المستخدم.
استخدام أدوات خارجية في الزمن الحقيقي.
تدريب على بيانات اصطناعية لتعويض نقص البيانات الحقيقية.
كل هذه التطويرات تمت ضمن مشروع داخلي يُعرف باسم Orion، واستغرق تطويره أشهرًا من العمل المكثف.
تطور يفوق الرقابة
من جهة أخرى، لم يُخفِ ألتمان قلقه من أن التقدم التكنولوجي يتجاوز الإطار التنظيمي العالمي، معلقًا:
“لا يوجد بالغون في الغرفة”،
في إشارة إلى غياب الجهات القادرة على ضبط أو مراقبة ما يجري.
وتثير هذه التصريحات تساؤلات حول الجوانب الأخلاقية، مثل:
الخصوصية: خاصة مع تنامي استخدام ChatGPT كـ “مستشار نفسي” أو “مُعترف رقمي”، وهو ما قد يعرض بيانات المستخدمين للخطر.
الاحتيال الرقمي: إمكانية استغلال قدرات GPT-5 لتوليد محتوى مضلل أو حتى تنفيذ عمليات تزوير متقدمة.
فقدان السيطرة: على طبيعة وسرعة تطور النماذج التوليدية.
الإطلاق قريبًا… أو مؤجلًا
بحسب موقع The Verge، فإن الإطلاق الرسمي لـ GPT-5 قد يتم خلال الأسابيع الأولى من غشت 2025، لكنه قد يتأجل تبعًا للظروف التقنية أو استراتيجية التنافس مع شركات أخرى.
نقطة تحول في تاريخ الذكاء الاصطناعي
بغض النظر عن التوقيت الدقيق، من المؤكد أن GPT-5 سيمثل تحولًا جذريًا في مسار الذكاء الاصطناعي. فهو نموذج يتجاوز حدود الأدوات التقنية ليصبح شريكًا في اتخاذ القرار والتفكير وصياغة المستقبل، مما يجعل الأسئلة حول كيفية التعامل معه أكثر أهمية من النموذج نفسه.