تشهد العديد من مناطق المغرب هذه الأيام ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة، بفعل كتلة هوائية حارة قادمة من الجنوب، ما أدى إلى تسجيل أرقام قياسية في درجات الحرارة، لم تعهدها بعض المناطق في مثل هذا الوقت من السنة. هذا الارتفاع المفاجئ يثير قلق المختصين في مجالي الأرصاد والصحة، خاصة مع اقتراب موسم الصيف الذي يُتوقع أن يكون أكثر حرارة من المعتاد.
الخبراء يحذرون من التأثيرات الصحية المباشرة وغير المباشرة لهذه الموجة، التي تشكل تهديداً حقيقياً للفئات الهشة، مثل الأطفال، والمسنين، والمصابين بأمراض مزمنة كأمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم. ارتفاع الحرارة يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، أبرزها التعرض لضربات الشمس الحادة، والإصابة بالجفاف، إضافة إلى إمكانية تفاقم الحالة الصحية للمرضى الذين يعانون من مشاكل في القلب أو الجهاز التنفسي، أو أولئك الذين يتناولون أدوية تتأثر فعاليتها بدرجات الحرارة المرتفعة.
ولتفادي هذه المخاطر، ينصح الأطباء بعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة، والإكثار من شرب الماء والسوائل، إلى جانب الحرص على ارتداء ملابس خفيفة ومناسبة، مع البقاء قدر الإمكان في أماكن باردة وجيدة التهوية. كما يشددون على أهمية اليقظة وعدم إهمال الأعراض الأولية التي قد تدل على تأثر الجسم بالحر، مثل الصداع والدوار والإرهاق الشديد.
من جهتها، تتابع السلطات الصحية والجهات المعنية الوضع عن كثب، مع إصدار نشرات تحذيرية وتوصيات وقائية لفائدة المواطنين، خاصة في المناطق التي تعرف درجات حرارة مرتفعة بشكل استثنائي. ويأتي هذا التحرك في سياق الاستعدادات لموسم صيف يُرتقب أن يكون طويلاً وحاراً، وفق توقعات مراكز الأرصاد الجوية الوطنية والدولية.
