اقتصاد وأعمال

طفرة وطنية في البناء: SGTM وTGCC يقودان عصر عمالقة الـBTP بالمغرب

يشهد قطاع البناء والأشغال العامة (BTP) في المغرب تحوّلاً نوعيًا، حيث لم يعد إنجاز المشاريع الكبرى حكرًا على الشركات الأجنبية، بل باتت شركات مغربية رائدة، مثل SGTM وTGCC، تتصدر المشهد وتبرهن على قدرة وطنية فائقة في إدارة مشاريع عملاقة، سواء داخل المملكة أو في القارة الإفريقية.

مشروع استاد بنسليمان: تحالف بين عملاقين مغربيين

فاز تحالف SGTM وTGCC بصفقة بناء الملعب الكبير لحسن الثاني ببنسليمان، بقيمة تناهز 3,4 مليار درهم، وهو المشروع الذي يُتوقع أن يستوعب 115.000 متفرج، ليكون ثاني أكبر ملعب في العالم. ويأتي هذا المشروع ضمن استعدادات المغرب لتنظيم كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، ما يُبرز الثقة المتزايدة في الكفاءات الوطنية لإنجاز المشاريع الاستراتيجية.

SGTM.. من محلي إلى إقليمي

تأسست SGTM سنة 1971، وبدأت مسيرتها كمقاولة محلية قبل أن تتحول إلى أحد أعمدة الهندسة المدنية بالمغرب. من ميناء الداخلة إلى محطة LGV، ومن مركز البيانات التابع لـOCP إلى مجمع إنتاج اللقاحات، تميزت الشركة بسرعة التنفيذ وجودة الإنجاز.
اليوم، يتجاوز رقم معاملاتها 700 مليون يورو، مع انتشار توسعي في القارة الإفريقية عبر فرعها SGTM Africa، خاصة في كل من الكوت ديفوار والكاميرون.

TGCC.. توسع مستمر وزخم بورصي

أما TGCC، التي أسسها سنة 1991 أحد أطر SGTM السابقين، فقد سجلت نموًا مطردًا عبر مجموعة من المشاريع البارزة، مثل: مستشفى ابن سينا الجامعي الجديد، مطار محمد الخامس، المسرح الكبير للدار البيضاء، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات UM6P.

وأدرجت TGCC في البورصة منذ عام 2021، لتصل قيمة طلبياتها سنة 2024 إلى مليار يورو، مما يعكس طموحها للعب دور إقليمي محوري. كما افتتحت مؤخرًا فرعًا في السعودية، في إطار استراتيجيتها للتوسع خارج القارة.

استحواذ استراتيجي على "ستام"

حققت TGCC خطوة لافتة في ماي 2025 عبر الاستحواذ على 60% من رأسمال شركة "ستام" (Stam)، المتخصصة في بناء السدود والتي تُعد من كبار الفاعلين في قطاع الـBTP بالمغرب. الشركة التي كان يقودها لويس بودران، تحقق رقم معاملات سنوي يفوق 4 مليارات درهم، ما يُعزز طموح TGCC في فرض هيمنتها على السوق الوطنية والإفريقية، خصوصًا في موريتانيا، حيث لـStam حضور قوي.

فرص ذهبية بفضل كأس إفريقيا والمونديال

تُعتبر كل من كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030 محفزًا رئيسيًا للنمو، إذ تُشكّل هذه التظاهرات الرياضية الكبرى فرصة لاختبار قدرات الفاعلين المحليين على إنجاز مشاريع البنية التحتية في وقت قياسي وبمواصفات عالمية.

وفي هذا السياق، صرّح محمد محبوب، رئيس الفيدرالية الوطنية للبناء والأشغال العمومية (FNBTP)، قائلًا:

"الشركات المغربية الكبرى أصبحت مؤهلة لتسليم المشاريع الاستراتيجية الخاصة بكأس العالم بكل كفاءة واقتدار."

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى